أهمية تدريس علم الفلك للأطفال

معنى علم الفلك

هو علم طبيعي يدرس الظواهر الفلكية والاجرام السماوية كما يدرس علم الفلك كل ما ينشأ خارج الغلاف الجوي للأرض.

علم الفلك موضوع رائع يوفر نافذة فريدة على الكون. يسمح للأطفال باستكشاف وفهم مكانتنا في الكون وتقدير جماله. يمكن أن يكون لتدريس علم الفلك للأطفال تأثير عميق على فهمهم للعلوم وتعليمهم بشكل عام، فضلاً عن إتاحة الفرص لهم لبدء استكشاف أكثر عمقًا لعلوم الفضاء.

أولاً، يمكن أن يساعد تدريس علم الفلك الأطفال على اكتساب فهم أفضل للمفاهيم العلمية. يعلمهم علم الفلك النظام الشمسي والنجوم والكواكب والمجرات والأشياء الأخرى في الفضاء. يساعد هذا الأطفال على تعلم المبادئ العلمية الأساسية مثل الجاذبية وسرعة الضوء وحركة الكواكب والمزيد. كما أنه يوفر فرصة لهم لفهم كيفية ترابط هذه المبادئ مع بعضها البعض.

ثانيًا، يشجع مهارات التفكير النقدي لدى الأطفال من خلال تحديهم للتساؤل عن كل ما يرونه أو يسمعونه عن الفضاء. سيتمكن الأطفال من طرح أسئلة حول ما يتعلمونه مثل لماذا تظهر بعض النجوم أكثر إشراقًا من غيرها أو لماذا تكون بعض المجرات أكبر من غيرها؟

أهمية تدريس علم الفلك للاطفال

١- التعرف على العلوم الأخرى

بشكل عام يرفع علم الفلك مستوى الوعي العام بالعلم, حيث يرتبط علم الفلك بفروع العلوم الأخرى مثل الفيزياء و الكيمياء والجيولوجيا وكل العلوم تقريباً.

أ- الفيزياء

لطالما تساءل الناس عن حجم الارض والكواكب, كم هي كبيرة وكم هي صغيرة؟ ولماذا هذا التغير فى الاحجام؟ وهل يؤثر حجم الكوكب عليه بشكلٍ ما؟ كما تساءل الناس عن سر ثبوتنا على الأرض, ولماذا لا نطفو وتطفو الأشياء من حولنا؟ هنا جاء دور الفيزياء التي فسرت ما هي الاحجام – الأبعاد – الكتلة – السرعة – الموجات – الجاذبية – وغيرها من المفاهيم التي تشرح عمل الأجرام السماوية,وكيف نرصدها من الأرض, وكم تبعد الكواكب الأخرى عنا, يمكنه معرفة جزء كبير من علم الفيزياء, والرياضيات أيضاً.

وإذا اخذنا التلسكوبات على سبيل المثال, وحتى تستطيع اختبار التلسكوب المناسب, وكيفية عمله, وكيف يرصد النجوم والكواكب, يجب أن تكون على دراية بعمل العدسات والمرايا, وهذا بالطبع يأخذك إلى علم البصريات.

ب- الكيمياء

أما عن الكيمياء, علم السحر كما يحب أن يسميه البعض, فيعتقد الكثيرون أنها تنحصر فقط داخل المعامل, وفي تفاعلات الأنابيب المخبرية فحسب, ولكنها موجودة فى مكان أوسع بكثير – في الفضاء, فى تفاعلات النجوم الغازية عند ولادة نجم او موته, فى نجمنا الأعظم الشمس. فى تفاعلاتها الداخلية, حيث تصل درجة الحرارة الى اَلاف الدرجات المئوية بسبب التفاعلات النووية الداخلية.

فإذا قلنا لطفل ما أن الشمس يحدث فيها تفاعلات وإطلاق لأشعات مختلفة, فسيكون علينا اولاً شرح معنى تفاعلات, وبالتالى سيبدأ فى فهم الكيمياء, وكيف تعمل فى الفضاء.

جـ- الجيولوجيا

إنها أحد العلوم المهمة التي يجب أن يتعرف عليها الطفل, فهي تشرح مكونات الأرض والكواكب الأخرى, بل وتميز الكواكب عن بعضها البعض. فكوكب الأرض مثلاً مكون من الصخور والرمال, أما كوكب المشتري فهو عملاق غازي, أكبر كواكب النظام الشمسي.

تخبرنا الجيولوجيا أيضاً عن ماضي الأرض وتاريخ نشأتها, والذي يرتبط بنشأت الكون. وكيف بدأت الحياة فيها, وما هو مستقبلنا على الأرض.

كل هذه المعطيات والمعرفة الواسعة عن كوكب الأرض تفتح الباب أمام الأطفال لمعرفه أكبر عن الاستدامة والتنمية, ومخاطر التلوث, والاحتباس الحرارى, وجميع المشاكل البيئية التي يمكن أن يسمعوا عنها.

كما كان علم الفلك نافذة جديدة تطل على علم “الجيوفيزياء”, بعد إرسال المسبار [1] “inSight” فى مهمة إلى المريخ لدراسة سطحة[2]. في هذه المهمة لم تكن هناك عينات صخرية, بل بيانات أرضية حصل عليها المسبار باستخدام المسح السيزمي (الزلزالي) “seismic investigation”, والجيوديسا[3] (احد فروع الرياضيات), والنقل البحري.

٢- تطوير مهارات التفكير العلمي

في دراسة نشرت عام 2016 في دورية “early childhood education journal” تفيد بأن الهدف من تدريس علم الفلك للأطفال في مراحل عمرهم المبكرة, هو تأهيل عقولهم للعمل كفلكيين كبار. بمعنى, يمكن للطفل القيام بمهام متعددة مثل ملاحظة التغيرات التي تحدث حوله, والتنبؤ أو الاستنتاج بناء على المعطيات المتوفرة, وإجراء التجارب وتقديم العروض.

كما يؤثر تعلم الفلك على مهارات التفكير لدى الأطفال, فيستطيع الطفل التفكير بشكل علمي لفهم كيف تجري الأمور حوله في العالم, وكيف يمكنه استغلال الأدوات حوله بشكل صحيح في التفكير والإجابة على العديد من الأسئلة, وتفسير الأمور علمياً وإذا تمكن الطفل من التفكير بشكل علمي سليم, يمكن أن يرفع ذلك مستوى المعرفة العلمية العامة لديه, كما سيرتفع مستوى التقدم العلمي في كل العلوم, وزيادة الوعي العلمي العام, خاصة في سنوات عمره المبكرة.

٣- الحد من انتشار الخرافات

هذه نقطة أكثر تفصيلا للنقطة السابقة. فإذا تحدثنا عن طفل لديه المعرفة الكافية عن الشمس والنجوم والأرض والقمر والكواكب, بالإضافة لمعرفة كيفية عملها, سيكون ذلك كفيلاً بالحد من إنتشار الخرافات حولهم.

ومن أجل ذلك أصبح علم الفلك جزءا أساسياً من منهج العلوم في المدارس البريطانية بدءا من سن 3 سنوات وحتى السابعة وصولا الى العاشرة حيث يساعد على استكشاف أفكار الأطفال عن الأجرام السماوية, والظواهر الفلكية, وكيف يرتبط هذا العلم بجميع جوانب حياتهم العلمية التكنولوجية.

كما يساعد على معرفة أهمية التجارب الحسية اليومية, مثل مراقبة السماء ليلاً مباشرة, وأهمية التوعية الإجتماعية بهذة الظواهر , حيث يمكنهم معرفة مواعيد تغير فصول السنة, او أطوار القمر.

٤- تنمية روح الإبتكار والإبداع

إذا تعلم الطفل علم الفلك في سن مبكر, وفهم كيف يتعاقب الليل والنهار كأبسط الأمثلة , سيكون حان الدور على تجسيد هذة المفاهيم أمامه. ستحل المجسمات كدليل ملموس وواضح , بدلاً من التخيُل, ولاكن بالطبع يقع جزء كبير من المسئولية في صنع أو توفير هذة المجسمات على عاتق المعلمة.

فيمكنها الإختيار بين إحضار الأدوات, وصنع مجسم للنظام الشمسي مثلاً برفقة الأطفال, أو إحضار مجسمات جاهزة, ثم تبدأ الشرح عليها. لكن المفضل دائماً هو انخراط الطفل في عالمه الخاص, حيث يترك له تصميم مجسم للنظام الشمسي والكواكب, أو صنع رسم أشهر الكوكبات النجمية في أماكنها الصحيحة.

ان تدريس علم الفلك للأطفال يعمل على تطوير عقولهم ويمنحهم المزيد من المعرفة عن العلوم الأخرى كما ذكرنا سابقا, لكنه أيضاً يضيف لهم القدرة على التأمل وتقدير الأشياء, وتقدير جمالها ورهبتها.

علم الفلك يشرح مايجري فى الأعلى, في المكان الذي يتجه أليه فضول البشر دائماً. يشرح النجوم التي تتلألأ عندما ننظر إليها من سطح المنزل, لكننا بمجرد اقترابنا منها سنجدها مزيجاً من الغازات الخطيرة القاتلة.

وعندما يتأمل طفل صورة مثل هذة النقطة الزرقاء الباهتة لن يفكر في شيئ سوى أنه صغير للغاية , وان عالمه كلة مجرد نقطة. هذا بالضرورة لا يعني أنة شيئ مُهمل , بل يعني أن هناك الكثير حوله ما زال لغزاً. الكثير قد يكون جيدا أو سيئاً

اقرا ايضا: أنشطة الجغرفيا الفلكية لطفل الروضة